Saturday, August 15, 2009

أصدقاء السندرة


بقلم محمد عمر

مجلة آخر ساعه
الأربعاء 12 من أغسطس سنة 2009م - 21 من شعبان سنة 1430هـ - العدد 3903


في كل مرحلة من مراحل الحياة.. يقترب منا أناس ودودون ليكونوا أصدقاءنا.. القريبين من أحلامنا ونحن نطرحها شفاهة أو تمتلئ بها صدورنا.. ومع كل حقبة من العمر.. يقترب أصدقاء آخرون.. يشاركوننا في آمالنا وآلامنا.. يعيشون واقعنا معنا وهم إما مخلصون حقا.. أو يبحثون عن الإخلاص فينا.. وكلما تقدم بنا العمر.. تنحي بعض الأصدقاء إلي خزانة الذكريات وحل محلهم آخرون يعيشون معك واقعك..
وكلما اشتدت وطأة الواقع هربنا إلي ذكرياتنا.. وإلي أصدقاء لازمونا.. فتصبح الذاكرة مكانا سحريا مخمليا تطل منه ذكريات لطيفة.. وكلما ابتعدت بالذاكرة وجدت أصدقاء وضعتهم في »سندرة« الذكريات حتي كدت أن تنساهم بالمرّة.. وقد علاهم التراب لأن الدنيا شغلتك عنهم زمنا طويلا حتي تاهوا من حياتك كوجوه. كنت تشعر بأن الحياة بدونهم لن تستقيم.. خرجت من واقعهم وخرجوا من واقعك اليومي.. تستأنس بالذكري قدر استطاعتك.. قد لا تتذكر جيدا ما كان بالأمس القريب.. لكن أصدقاء السندرة.. وإن رحلت أجسادهم.. لا يغيبون.

لا مساس

لا أعرف كيف خطر ببال الحكومة أصلا أن تفكر ..قبل أن تنكر نيتها بالتفكير بنقل حديقة الحيوان بالجيزة إلي مكان آخر..إذ إن حديقة الحيوان وحديقة الأورمان من الأراضي التي أوقفها الخديو لكي تكون لخدمة الناس والترويح عنهم .. لا يحق لأحد المساس بها أو تغيير مكوناتها .. بينما تبرعت الأميرة فاطمة إسماعيل بالأرض المجاورة لها لتكون النواة لجامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة) لخدمة طلاب العلم وهكذا صارت.. وستظل.. فالحكومات تأتي وتذهب ..وحديقة الحيوان باقية.
علي فكرة .. اتضح أن الحيوانات أيضا غاضبة جداً.. من طريقة تفكير الحكومة !

رد جميل

سعدت بما كتبه الأستاذ جميل جورج في ( يوميات الأخبار) عن تاريخ (مجلة آخر ساعة) في عيدها الماسي.. انت جميل ياعم جميل !!

أسباب

حكي لي صديقي عفت رسام الكاريكاتير يوما عن أسباب عدم حضوره أي واجب عزاء منذ مدة طويلة.. تذكر آخر مرة حضر فيها هذه المناسبة.. عندما جلس قبالته في السرادق رجل سمين بلا رقبة ..كتلة من الكوليسترول ..يلبس جلبابا فضفاضا.. وبينما المقرئ يتلو .. أخدالرجل ينعس بأن مال برأسه علي صدره ببطء.. وأخذ يغط في النوم وإصدار الشخير.. بينما كرشه يعلو ويهبط في مشهد كارتوني.. بدأ عفت متابعته للمشهد وهو يخفض رأسه ليتكتم ابتسامته التي لا تتناسب مع جلال الموقف.. بدأ جلباب الرجل يهتز من أسفل ..اندهش عفت وهو يحاول أن يحدق ببصره ،فإذا بقطة صغيرة تُخرج رأسها من تحت الجلباب تحركه ذات اليمين وذات اليسار تُطالع وجوه المعزين ثم تختفي قليلا.. وتعاود الكّرة مرة أخري.. بينما الرجل السمين نائم لا يدري بما تفعله القطة تحت جلبابه.. لم يتمالك عفت نفسه من المفارقة فهب واقفا.. انفجر ضحكه المكتوم وتحول إلي قهقهة عالية وهو يغادر السرادق وسط استهجان المعزين، وكيف أن سلوكه جاء بعيدا عما يتطلبه الموقف من الوقار والحزن.. فهم لم يروا ما رأي.. ولا أحسّ صاحب الجلباب.. الذي رغم كل ما حدث.. ظل نائما حتي آخر العزاء !

No comments:

Post a Comment